الظهور الإخبارى للسفيرة فايزة أبوالنجا، مستشارة رئيس الجمهورية للأمن القومى، فى قصر عابدين، بجلسة مباحثات مع نظيرها «نيكولاى باتروتشيف»، سكرتير مجلس الأمن القومى الروسى، الذى زار القاهرة فى 28-29 يناير الجارى، خبر جد سعيد.
ظهور يقطع غيابًا تامًّا، ظن البعض أن السفيرة القديرة قد اعتزلتنا، أو تخارجت من المسؤولية، ولكنها رغم كل التكهنات حاضرة، بتألقها وفطنتها وكفاءتها، ومن موقعها مستشارة الأمن القومى تعمل فى صمت تام، طبيعتها وطبيعة منصبها تحتم هذا الصمت، ما هى مؤتمنة عليه من مسؤوليات الأمن القومى يحتم الصمت البليغ.
لا تهوى الظهور، موقنة بدورها فى أعماق الأمن القومى وهو موقع لو تعلمون خطير، نادرًا ما تظهر على الإعلام، تمارس دورها المرسوم من القيادة السياسية خدمة لوطنها، العمل فى صمت أسمى معانى الإخلاص، والظهور للضرورة الرسمية، الظهور المستدام لا يعنى فاعلية سياسية، الإنجاز الأهم فى الملفات الصعبة، هو المستهدف دومًا وأمام ناظرى هذه السيدة الصامتة دومًا.
أنت فى حضرة سيدة مصرية وطنية دبلوماسية من طراز رفيع، صموت، وتحسن الإنصات، وصفتها ذات مرة بالكُمّل، والكُمّل شعبيًّا من الكمال فى الأدب والرقى والذوق الرفيع، بنت الدبلوماسية المصرية، المدرسة والكيان، وتقلدت أرفع المناصب، ولكنها كتلة من التواضع والترفع والإيثار.
مشوار طويل فى سياقات وطنية رائعة، أبوالنجا بنت مدرسة الدبلوماسية المصرية العريقة والرصينة، ومنذ العام 1975 وهى تتحدث باسم الدولة المصرية بلسان مصرى فصيح، مستبطنة أولويات الدولة المصرية، مستشرفة آفاق الأمن القومى المصرى، فى ظل متغيرات دولية وإقليمية عاصفة.
كتبت اسمها الدبلوماسى عالميًّا عندما شغلت منصب مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى جنيف «2001/1999»، كأول سيدة فى مصر تشغل هذا المنصب العالمى، وأصبحت اسمًا دبلوماسيًّا مصريًّا بارزًا فى القارة السمراء فى خلافة خلاقة لاسم أستاذها الدكتور بطرس غالى عندما شغلت منصب نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الأفريقية «1999/1997»، واعترافًا بإسهاماتها الدبلوماسية، تم التنويه بها فى كتاب الدكتور شارون فريمان «حوار مع قيادات نسائية أفريقية قوية» باعتبارها واحدة من القيادات النسائية الأكثر قوة فى أفريقيا.
واختار الدكتور بطرس غالى تلميذته النجيبة بصفتها الدبلوماسية المصرية الوحيدة للعمل معه كمستشار خاص، عندما تم انتخابه أمينًا عامًّا للأمم المتحدة عام 1992، وكان لأبو النجا إسهام ربما لم نتعرف إليه جيداً عندما انضمت فى العام 1987 إلى فريق الدفاع المصرى، برئاسة السفير نبيل العربى، فى هيئة تحكيم طابا بجنيف، والتى أصدرت حكمها لصالح مصر.
وائتمنت أبوالنجا على حمل حقيبة وزيرة دولة للشؤون الخارجية فى وزارة عاطف عبيد، ثم وزيرة التعاون الدولى فى وزارتى أحمد نظيف الأولى والثانية، ثم وزيرة التخطيط والتعاون الدولى فى وزارات أحمد شفيق، وعصام شرف، وكمال الجنزورى الثانية، وفى الأخيرة لا ينسى متابع معركتها الرهيبة مع متمولى حقوق الإنسان، وقطع دابرهم، وتفكيك شبكاتهم، فلقبت بعدوة الأمريكان والتابعين.
وطنيتها وخبرتها وكفاءتها رشحتها للرئيس السيسى الذى أصدر فى 5 نوفمبر 2014 قرارًا جمهوريًّا بتعيينها مستشارًا لرئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومى، لتصبح السيدة الأولى فى مصر التى تتولى هذا المنصب، ولا تزال تعطى فى صمت؛ من أجل رفعة هذا الوطن.
عدد الردود 0
بواسطة:
masrawy
سيدة مصرية وطنية دبلوماسية من طراز رفيع
سيدة مصرية وطنية دبلوماسية من طراز رفيع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد يحيى
قامة وطنية
احييك يا استاذ حمدى فعلا هى كمل كما قلت وادعو الله لها بموفور الصحة والعافية